حين نقول التسويق الالكتروني فإن البعض يظن أنه يقتصر فقط على الإعلانات التي يصادفها في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الويب. إلا أن التسويق الالكتروني في الحقيقة يضم الكثير من الجوانب والطرق كما سنرى بعد قليل. ولكن دعونا أولا نتعرف على التسويق وماذا يعني بشكل عام:
تعريف التسويق
هو عملية تبادل المنتجات والخدمات ومد جسور الاتصال والتعامل بين المنتِج والمستهلك، من خلال مجموعة من العمليات كالترويج والتعريف والوصف بهدف بيع المنتج أو الخدمة وتحقيق الربح، وهو كفكرة ومفهوم يعتبر قديم جداً بقِدم الوجود البشري وقد تعرض للعديد من التطورات وتداخل بالكثير من المجالات، مما أدى إلى تعدد طرقه وأنواعه، وفي يومنا هذا ارتبط التسويق بالتطور الرّقمي والتكنولوجي وتأثّر بالثّورة العظيمة التي نشهدها في العالم الافتراضي فأصبح التسويق الالكتروني أبرز طرق التسويق في العالم. كما سنرى في مقالنا هذا الذي يستعرض طرق التسويق الرائجة وخواصها
التسويق الالكتروني
التسويق الالكتروني وأهم 5 طرق متبعة لدى الشركات والمؤسسات 2022
1. التسويق الالكتروني
هو الطريقة الأكثر رواجاً وجدوة وجديّة، ويعد من الركائز الأساسية لنجاح أي مشروع، كما له العديد العديد من الأنواع التي تحدّثنا عنها في مقالات سابقة والاستراتيجيات المهمة التي تم شرحها كالتسويق بالعمولة، التسويق عبر البريد الالكتروني، التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التسويق بالمحتوى، التسويق بالرسائل المباشرة وغيرها.
اقرأ المزيد: استراتيجيات التسويق الالكتروني
2. التسويق الرقمي
ويعتبر هذا النوع جزء من التسويق الالكتروني إلا أنه قديم نوعاً ما حيث يعتمد على الإعلانات المرئية والمسموعة عبر الأجهزة الالكترونية القديمة كالراديو والتلفاز والمجلات، وعلى الرغم من أنه أصبح قديماً وقلّ التداول به، إلا أن بعض البلدان لازالوا يستخدمونه حتى الآن، حيث يستخدمه أصحاب الشركات لسهولة طرح منتجاتهم عن طريقه رغم أنه يعتبر عالي التكلفة غالباً بالمقارنة مع التسويق الالكتروني، إلا أنه قد اثبتت التجربة أن الإعلان عبره يحقق معدلات وصول عالية جداً، وهذا ما يشجع أصحاب الشركات على اعتماده على الرغم من أنه تقليدي وقديم، وكذلك فإن هذه الطريقة من التسويق تضمن الوصول إلى كافة الفئات، وحتى الفئات التي لا يصل إليها التسويق الالكتروني ككبار السن مثلاً.
أما بالنسبة للتعامل مع العميل وقراءة رأيه وتفاعله مع المنتج فهو صعب جداً أو شبه مستحيل في هذه الطريقة، وبالمقابل فإن حجم الجمهور المستهدف بالتسويق الرقمي أضعاف حجم الجمهور المستهدف عبر التسويق الالكتروني، حيث أن التسويق الالكتروني يعد حديث العهد مقارنة بالتسويق الرقمي وبالتالي فإن متابعيه قد لا يتابعوا ما يقدم عبر التسويق الالكتروني. أما العكس فهو غالباً غير صحيح لأن أغلب مستخدمي التسويق الالكتروني يستخدمون التسويق الرقمي.
3. التسويق الشبكي
-
- هو نموذج من التسويق الوهمي غرض استخدامه ليس بيع المنتجات وإنما الانضمام إلى الشركات عبر شراء منتج ذو خصائص معينة بقيمة شرائية أعلى بكثير من قيمته الحقيقية، قد تكون هذه المنتجات ذات جودة عالية وعلامة تجارية مهمّة ولكنها بأضعاف ثمنها أو عديمة الجودة. وفي كلتا الحالتين لا يتلاءم السعر مع المنتج إنما يعرف المشترك تماماً أنه يشتري عضوية الشركة.
- يعتمد هذا النوع من التسويق غالباً على أساليب الإقناع والسيطرة على المتلقي من خلال إغراءه بأرباح خيالية دون جهود تذكر تأتي عن طريق تكوين شبكة عملاء خلفه تنضم عن طريقه وتشتري عضويتها باقتناء السلعة المقدمة من هذه الشركة بمبالغ طائلة، وأسوء ما في الأمر أن المشتركين يصدقون أكاذيب هذا العمل ويستمرون في الترويج له والضحك على أنفسهم دون إدراك، وبعد فترة يعرف العضو أنه وقع ضحية مؤامرة نصب واحتيال.
- وهنا ينقسم الأعضاء إلى نوعين:
- الأول يقرر أن يتوقف عن المشاركة بهذه الكذبة ويسلم بخسارته ويكتفي.
- الثاني يقرر الاستمرار في الترويج لهذا النوع من العمل ضنناً منه أنه قد يعوض خسارته.
- بالنسبة لطريقة طرح هذا النوع من التسويق فإن القائمين عليه يدّعون أنه تسويق بالعمولة. أي أن الموزع أو المندوب يحصل على نسبته من انضمام أي عضو جديد عن طريقه، وتكون العمولة بنسبة قليلة جداً ولكنها متزايدة بازدياد عدد الأعضاء الذين يقنعهم بالانضمام، وبهذا التكنيك يتم تشجيع الأعضاء على زيادة عدد الضحايا، بالنتيجة وحسب آراء أصحاب التجارب في هذا المجال وليس كرأي شخصي فإن هذه الطريقة من طرق التسويق ليست شرعيّة ولا ربحيّة بل هي عملية نصب واحتيال.
4. التسويق الهرمي
وهو طريقة تشبه إلى حد ما التسويق الشبكي، حيث أنها قد تتطابق مع التسويق الشبكي إذا كان تسويق للعضوية او الاشتراك بدلاً من السلع مع فارق بسيط أن قمة الهرم هو الشخص الوحيد المستفيد من عمليات تجنيد المزيد من الموزعين والأعضاء، أما في حال استخدام هذه الطريقة في عملية ترويج لبضائع حقيقية وبأسعارها المناسبة مع إعطاء نسبة معقولة للموزع فيختلف الأمر حيث تصبح طريقة طبيعية وشرعية وتحقق الكسب للجميع، وهنا لا يكون المشتري خاسر لأنه استثمر ماله في سلعة او منتج يريده و بالتالي فهي طريقة تشجع على إلغاء دور الوسطاء والتجار والتعامل المباشر بين المنتج والمستهلك.
5. التسويق المباشر
وهي عملية تسويق حصريّة تعتمد تقديم المنتج أو الخدمة من المنتِج حصراً. وقد تكون من أكفأ طرق تسويق المنتجات لأنها تُجنب المستهلك أجور إضافية على المنتج أو الخدمة وتسهم في الحصول على ربح أكبر، وهذه الطريقة طريقة قديمة ولكنها ماتزال مستخدمة حتى الآن، لأنها أثبتت جودتها وكفاءتها حيث يلجأ أصحاب المشاريع الصغيرة والناشئة إلى متل هذه الطريقة في تسويق منتجاتهم لتجنب التكاليف الزائدة وتحقيق أرباح أكبر، والأهم من ذلك لبناء الثقة والعلاقات الوثيقة مع العملاء من أجل ضمان الاستمرارية، كما يلجأ إليها أصحاب الشركات الكبرى والعلامات التجارية المهمة والمعروفة من باب الحصريّة والأهميّة في نظر عملائهم فتجد وكالات حصريّة لهذه الشركات تسوق مباشرة باسم الشركة بالذات.
بالمقارنة بين الطرق السابق ذكرها نستطيع القول أن:
1. التسويق الإلكتروني والتسويق الرقمي من أهم الطرق المتبعة والمجديّة في عمليات الترويج والبيع، مع العلم أنه قد يكون التسويق الرقمي اليوم هو الأكثر جدارة في استقطاب العملاء المحتملين والمستهلكين الحقيقيين، إلا أنه مع تقدم الوقت من المتوقع غالباً تراجع تأثير هذه الطريقة على حساب التسويق الإلكتروني الذي يلاقي انتشارً مستمراً وارتفاع واضح بالأهمية والتأثير.
2. أما بالنسبة للتسويق الشبكي فهي طريقة سيئة ووهمية وغير مجدية، كما أنها لا تعتبر تسويق بالمفهوم المتعارف عليه مثلها مثل التسويق الهرمي مع بعض الفروقات، ويمكن القول أن التسويق الهرمي قد لا يكون سيء بالمطلق. لكنه طريقة مشبوهة من الأفضل عدم الدخول فيها حتى لا تقع ضحية النصب والخسائر.
3. أما التسويق المباشر فإنها طريقة عملية ديناميكية وأثبتت نجاحها في الكثير من الشركات والمؤسسات، مع الأخذ بعين الاعتبار الشريحة المستهدفة والهدف من التسويق وبعض المعطيات التي لا يمكن تجاهلها، لكنها لا تضاهي التسويق الالكتروني بالانتشار والتأثير. يمكن القول ان إحدى الطريقتين وحدها لا تكفي وإنما من المهم استخدام التسويق الالكتروني والتسويق المباشر معاً لنتيجة المثالية.
وبهذا نستنتج أن التسويق الالكتروني هو الطريقة التي لاغنى عن استخدامها في اي مشروع أو شركة.