حين نقول استراتيجيات التسويق الكتروني يظن البعض أنه أمر سهل وبسيط ويمكن لأي أحد القيام به كما يرغب دون قانون أو نظام، لا يا صديقي الأمر مختلف قليلاً، حيث أنك إن لم تختر الاستراتيجية التسويقية المناسبة لتسويق منتجاتك أو خدماتك، فلن تحقق النجاح المطلوب، وخاصة أن المعايير دقيقة في ظل التنافس الشرس الموجود على الساحة في هذه الأيام، كما سنرى في هذا المقال الآن أهم المعايير التي يجب اتباعها من أجل انتقاء الاستراتيجية الأنسب لمشروعك أو لتسويق وترويج منتجك.
كما سترى أنه من الممكن تطبيق اكثر من واحدة من استراتيجيات التسويق في نفس الوقت. كما يمكن تغيير الاستراتيجية بحسب تغير الأولوية والهدف والمرحلة التي وصلت إليها الشركة من مسيرتها. ولكن أولاً دعنا نسأل لماذا يجب اختيار استراتيجية مناسبة؟
ما المقصود باستراتيجيات التسويق؟
استراتيجيات التسويق هي الخطط المدروسة التي تتبعها الشركات والأعمال لترويج منتجاتها أو خدماتها وجذب العملاء وتحقيق الأهداف التسويقية المحددة.
ما هي عناصر استراتيجية التسويق؟
- تحليل السوق: فهم السوق المستهدف، والمنافسين، والاتجاهات السائدة.
- تحديد الجمهور المستهدف: تحديد الشريحة التي تستهدفها الشركة بمنتجاتها أو خدماتها.
- وضع الأهداف: تحديد الأهداف التسويقية المراد تحقيقها.
- اختيار القنوات التسويقية: اختيار القنوات المناسبة للوصول إلى الجمهور المستهدف (مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات، والتسويق بالمحتوى، والتسويق بالبريد الإلكتروني).
- تطوير الرسائل التسويقية: صياغة رسائل واضحة ومقنعة لجذب العملاء.
- ميزانية التسويق: تحديد الميزانية المخصصة للأنشطة التسويقية.
- قياس وتقييم الأداء: متابعة نتائج الحملات التسويقية وتقييم مدى تحقيق الأهداف.
أهداف استراتيجيات التسويق
-
رفع نسبة المبيعات
حيث أن الهدف الرئيسي لأي عملية تسويق هي زيادة حجم المبيع من أجل ربح أكبر.
-
المحافظة على تطور الشركة أو المشروع واستدامة نموه
كل صاحب عمل أو شركة أو مشروع يطمح إلى توسيع عمله وانتشاره وتحقيق المزيد من النجاح والتفوق. وبالتالي فإن هذه الأولوية موجودة دائماً في خطة أي إجراء يتم اتخاذه، وهذا يجعله هدف مهم يسعى إليه صاحب العمل من خلال التسويق الالكتروني.
-
بناء علامة تجارية
يقول أحد كبار المسوقين في العالم، إن العلامة التجارية هي الوحيدة الباقية وليس أي شيء آخر. بمعنى أنه ستأتي إحدى العلامات التجارية الكبرى في بالك حين نقول علامة تجارية وقد تنسى من هو مؤسسها أو ما نوع المنتج الذي ينتمي إليها لكنك لن تنسى اسمها، وشكلها، ولونها، وتفاصيلها، فمثلا كلنا سنعرف أديداس، مرسيدس، آبل، أيفون، سامسونك وغيرها من العلامات التي أثبتت وجودها على مستوى العالم، وبالطبع فإن جميع أصحاب المشاريع يحلمون ببناء مثل هذه العلامات التجارية المهمة.
كما أن هذه النتيجة الرائعة لا تأتي في ليلة وضحاها أو كضربة حظ بل على العكس تماماً. فهي نتيجة لمجموعة عوامل منها اختيار استراتيجيات التسويق الالكتروني بالشكل الصحيح.
-
الوصول للمستهلك الحقيقي
هذه واحدة من أكثر الأهداف المجدية والمساهمة في الربح والنجاح حيث أنه لا قيمة لأي منتج او خدمة مهما كانت مهمّة إن لم تلقى سوق تصريف وجمهور فعال يدعمها ويستفيد منها، وهنا يبرز دور الاستراتيجية الصحيحة في تقديم المنتج أو الخدمة للمشتري الحقيقي.
-
تحسين العلاقة بين المنتِج والمستهلك
من الضروري جداً بناء علاقات جيدة بين المستهلكين والمنتجين لأي سلعة أو منتج أو خدمة. ويجب أن يكون أساسها الثقة والجدية والشفافية، لضمان استمرارية العميل في طلب واستهلاك ودعم هذه الشركة أو المشروع.
معايير اختيار استراتيجيات التسويق المناسبة
للتسويق الالكتروني عدد كبير من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها، وقد تحقق الغرض دون اتباع استراتيجية ولكن ما يميز استراتيجيات التسويق هنا أنها موضوعة بدقة تامة تضمن نجاحها الأكيد، ومن المنطقي أن نختار الطريق الأكثر ضمان للنجاح والأرباح.
والخطوة الأولى هي الإلمام بالمعايير التي نختار على أساسها الاستراتيجية الملائمة، تعالوا نبدأ:
1. تحديد الهدف من التسويق
كما ذكرنا في الأعلى فإن للتسويق الالكتروني ولاختيار استراتيجيات التسويق الملائمة الكثير من الأهداف، ولكن على صعيد كل شركة أو عمل أو مشروع هناك هدف محدد يحتل الأولوية من القيام بعملية التسويق.
وكل هدف من تلك الأهداف يتم التعامل معه بطريقة مختلفة من خلال اختيار الاستراتيجية الأكثر ملاءمة.
فمثلا إن كان الهدف هو زيادة الوعي بالعلامة التجارية وانتشارها وتعريف الناس بها، فإن الاستراتيجية ستكون شاملة وتنافسية، أما إذا كان الهدف رفع نسبة المبيعات فتتغير الطريقة والاستراتيجية.
2. دراسة السوق بطريقة تفصيلية ودقيقة
السوق الالكتروني مثله مثل أي سوق آخر يخضع للعرض والطلب، وهذا هو المقياس الرئيسي لنجاح أو فشل أي مشروع أو شركة.
والمقصود هنا بدراسة السوق هو معرفة عميلك الحقيقي وطبيعة متطلباته وحاجاته، ومعرفة الطريقة الصحيحة لمخاطبته حيث أنك لاتستطيع مخاطبة جمهور من الأمهات فرضاً بمنتج يتعلق بأبنائهم كما تخاطب جمهور من الفتيان أو الفتيات بمنتجات تهمهم.
وبالمثل فإنك لا تستطيع ترويج منتج يلبي حاجة أساسية لدى عميلك كالأدوية مثلاً كما تروج لمنتج أو خدمة ثانوية تلبي حالة من الرفاهية أو التسلية والمتعة.
والكثير من التفاصيل الأخرى التي عليك معرفتها وفهمها كطبيعة البيئة والمعتقدات ونسبة الدخل المعيشي للشريحة المستهدفة ودرجة وعيهم واهتماماتهم وغيرها من الأمور التي تتبع لطبيعة الخدمات والسلع التي تقدمها.
3. تحديد نوع الشريحة المستهدفة
لكل منتج أو سلعة نوع معين من العملاء والمستهلكين، وكذلك فإن طبيعة الشريحة المستهدفة تحدد طبيعة التعامل وأسلوب التسويق التي تحدد استراتيجيات التسويق الفعال.
حيث يدخل ضمن هذه العملية تحديد طبيعة التفكير عند العملاء وأي منصة يجب التركيز عليها فمثلا إذا كانت الشريحة المستهدفة هي المراهقين فإن استهدافهم سيكون أسهل من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أكثر من استهدافهم عن طريق البريد الالكتروني على سبيل المثال.
وعليه فإن تحديد الشريحة المستهدفة يسهل عملية اختيار الاستراتيجية الناجحة.
4. رصد مؤشر الأداء
وهي عملية تأتي في مرحلة متقدمة من اختيار الاستراتيجية فمن خلالها يمكن معرفة الأثر الذي ستحققه الاستراتيجية التي تم اختيارها، أو المقارنة بين استراتيجيات التسويق التي تم البدء بتطبيقها في حال كان العمل على أكثر من استراتيجية يتم تطبيق هذه الخطوة عن طريق كاتبة تقرير يوضح أثر التسويق الالكتروني على المبيعات والأرباح ونسبة المتابعين والمشتركين، ونسبة تغير التفاعلات.
5. متابعة المنافسين
من المهم والضروري معرفة سلوك منافسيك ومراقبة تطورهم، على صعيد الخدمة أو المنتج وعلى صعيد الاستراتيجيات المطبقة في التسويق.
فهذا من شأنه أن يوفر عليك عناء الفشل في إحدى الطرق.
ويوفر لك الوقت الذي ستضيعه إن كانت الاستراتيجية غير مناسبة. وبالتالي لابد لك من معرفة منافسيك لكي تستطيع البقاء في المقدمة.
انتبه لمنافسيك، تعلم من الأخطاء التي يقعون بها، ابقى بحالة حماس ومنافسة معهم لتحقق التطور والتميز وتتفوق عليهم.
ولا تنسى أن تكون منافس شريف وتتعامل مع منافسيك باحترام واهتمام لكي تفهم تعاملاتهم وتستفيد من تجربتهم، وابقي أكبر تركيزك على نفسك حتى تضمن استمرارية النجاح.
6. حدد خطوات تحقيق الهدف
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وتجزأة الهدف إلى خطوات صغيرة يسهم في كفاءة تحقيقه حيث أنه من الذكاء تغير خطة أو استراتيجية التسويق بحسب المرحلة التي تصل إليها من تحقيق هدفك الكامل.
كن ذكياً وقسم أهدافك الكبيرة إلى خطوات سهلة التنفيذ لتكون أكثر دقة في تطبيق الاستراتيجية المثالية لمشروعك أو شركتك.
لقد قدمت لك مجموعة من المعايير المهمة، إن اتقنتها ستجد نفسك تتنقل بين الاستراتيجيات بسهولة وتحسن الاختيار بأقل مجهود. وفي كل مرة تقوم بتطبيق أحداها ستكتسب خبرة أكبر ونظرة أكثر دقة في المرات المقبلة.
نجاح أي مشروع اليوم يحتاج ذكاء الانتقاء. ولكل خيار عدد غير منتهي من المعايير، كل ماعليك فعله هو البحث والتعلم الدائم. ولانستطيع القول أن اختيار الاستراتيجية المثالية وتطبيقها يعد كافياً للنجاح واستمرارية النمو، إنما تحتاج إلى الكثير من الأشياء الأخرى التي سنتطرق لها في المقالات القادمة.