قد تكون ممن تكونت لديهم فكرة أن زمن التسويق عبر البريد الالكتروني قد ولى إلى غير رجعة، وأنه من الطرائق التقليدية المستخدمة التسويق الالكتروني، إلا أنه في الحقيقة عليك إعادة ترتيب أولوياتك، والتفكير بطريقة مختلفة.
فالشركات الناشئة والمتاجر الالكترونية، وحتى الشركات ذات الاسم العريق في الأسواق العالمية العاملة في شتى المجالات، بدأت مجددًا تظهر اهتمامًا بالغًا في مجال التسويق عبر البريد الالكتروني، كواحدة من الاستراتيجيات الأكثر فاعلية ووصلًا إلى جمهور العملاء المحتملين، وزوار المواقع الالكترونية.
هنا نتساءل؛ هل التسويق عبر البريد الالكتروني ذو فعالية في يومنا هذا كما تشير الاحصائيات؟ وهل بالفعل قد فوت في اتجاهك للتسويق عبر المحتوى أو وسائل التواصل الاجتماعي فرصة ذهبية لزيادة مبيعاتك من خلال التسويق عبر البريد الالكتروني؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال موضوعنا الحالي.
ما هو التسويق عبر البريد الالكتروني؟
أن مصطلح التسويق عبر البريد الالكتروني ليس حديثًا، بل قديم جدًا، ارتبط بظهور الانترنت. حيث بدأ يستخدم في مجال تطوير علاقات الشركات مع عملائها. فهو أحد أكبر استراتيجيات التسويق، ومن الاستراتيجيات ذات الكفاءة والفعالية الكبير.
وهو عبارة عن ارسال رسائل ترويجية من قبل الشركات، تجوي مجموعة من العروض والتحديثات على المنتجات عبر قوائم بريدية. هذه القوائم البريدية تكون متكونة من مجموعة من العناوين التي تكون مسجلة في النشرات البريدية في الموقع الخاص بالشركة على شبكة الانترنت.
استخدمت حديثًا آلية التسويق عبر البريد الالكتروني بهدف زيادة المبيعات، حيث تقدم العروض للزبائن المحتملين، حيث اعتمدت على سبيل المثال المتاجر الالكتروني ارسال الرسائل البريدية للمسجلين على نظامها، ممن لم يقوموا بأية عملية شراء منذ فترة طويلة.
يستخدم اليوم 85% من تجار التجزئة التسويق بالبريد الالكتروني، ويعتبرونه أداة تسويقية فعالة.
إلا أن التقدم المستمر في عالم التكنولوجيا والذكاء الصنعي، بدأت اليوم هذه التقنية ذات جدوى أكثر، من خلال ارسال العروض للأفراد وفق احتياجاتهم، بعد دراسة سلوكهم بشكل دقيق على الانترنت، حيث تصل رسائل تتعلق في التكنولوجيا للمهتمين في هذا المجال، والرسائل التسويقية لمواد التجميل للسيدات المهتمات بتلك التجارة.
أهمية التسويق عبر البريد الالكتروني في زيادة حجم المبيعات
من الشائع أن تكون المواقع الالكترونية تملك عدد كبير من الزوار، إلا أن هذا العدد لا يعتبر معيارًا لنجاح الموقع الالكتروني، ففي الغالب معظم الزوار الذين يقومون بزيارة موقعك الالكتروني أو المتجر الالكتروني الخاص بك قد لا يعودوا مرة أخرى، فليس بالضرورة أن يجدوا ما يجذبهم فيه.
هنا تأتي أهمية التسويق من خلال القوائم البريدية المسجلة في موقعك، حيث البدء في جذبهم والعودة من جديد هو تحدي تستطيع أن تكسبه. حيث من المهم جدًا العمل وفق استراتيجيتان، الأولى جذب العملاء الذين غادرو موقعك ولم يعودا إليه منذ وقت طويل، والثانية هي المحافظة على عملائك الحاليين، من خلال جذبهم بطريقة مناسبة.
تشير الدراسات والاحصائيات إلى أن 94% من مستخدمي الانترنت يقومون بالفعل باستخدام البريد الالكتروني، مما يجعل من هذه الأداة ذات فعالية في الوصول إلى فئات كثيرة من العملاء ممن هم خارج مواقع التواصل الاجتماعي.
كل دولار يتم صرفه على الحملات التسويقية عبر رسائل البريد الالكتروني، يدر أرباح تصل إلى 38 دولار. فهذه الطريقة تقوم بجذب واستقطاب عملاء جدد أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة زيادة تصل حتى 40%.
لذا إذا كنت من أصحاب العلامات التجارية، وتبحث عن طريقة مناسبة لتعزيز حجم المبيعات، لا بد لك الآن من التفكير في استراتيجية التسويق عبر البريد الالكتروني، وتوسيع قاعدة عملائك.
أنواع الرسائل عبر القوائم البريدية
هل ما يتم الترويج له عند التسويق عبر البريد الالكتروني مختلف عما هو عليه في وسائل التسويق الأخرى؟ إنه من الأسئلة المهمة، لكون كل سية من وسائل التسويق لها ما يميزها، لكونها تتوجه إلى فئة محددة من الجمهور، فبالتالي عند تفكيرك في التسويق عبر البريد الالكتروني لمنتجاتك عليك التفكير في مجموعة من التصنيفات الخاصة برسائلك، وهي:
عربة التسوق المهجورة
يتخلى عدد كبير من المشتركين في المواقع الالكتروني، والمتاجر الالكتروني عن حساباتهم وسلسلهم الالكترونية، ولا يتمون عمليات الشراء حتى في كثير من الأحيان.
تشير الاحصائيات إلى أن 70% من المشركين يهجرون عرباتهم الالكترونية.
حيث لهذه العملية أسباب عديدة، منها ما يتعلق بالمستهلك، أو ما يتعلق بالمتجر…الخ. لذا فإن الرسائل هذه تهدف إلى متابعة من هجروا سلالهم بعدما وصلوا إلى خطوات متقدمة في عمليات الشراء.
العروض الترويجية
يمكن ارسال مثل هذه العروض إلى كامل المستخدمين المسجلين، أو إلى شريحة معينة. تحوي هذه العروض على أكواد خصومات، وعروض ومغريات، لجذب الزبائن مجدداً إلى متجرك. وهي من الوسائل الضرورية عندما يكون لديك ما تريد أن تخبره للعملاء، لذا من الضروري اختيار المستلمين بدقة، بحيث لا يكون ارسالها عشوائيًا، بالتالي فتحصل على مرابح أكثر من ذي قبل.
المدونة والمحتوى ذو الأهمية
وهي عبارة عن ارسال أخبار أو مقالات مخصصة من محتواك في المدونة بحال كنت تملك واحدة، وتعتمد التسويق بالمحتوى كأسلوب تسويقي، وترسل هذا المحتوى إلى القائمة البريدية، بحيث تهدف من خلالها إلى كسب الثقة، واطلاعهم بشكل دوري على كل ما هو جديد لديك.
نصائح حول كيفية ارسال بريد الكتروني تسويقي فعال
إليك أفضل 10 نصائح لكي تنجح في حملة التسويق عبر البريد الالكتروني:
- لا تستخدم البريد الالكتروني المجاني في ارسال الرسائل الجماعية. على سبيل المثال: Gmail, Outlook, Yahoo.
- تأكد من موقعك الالكتروني، وتأكد من أنه يعمل بصورة مثالية.
- لا تقوم بإرسال البريد الالكتروني إلى قائمة مجمعة، بل من الأفضل استخراج قائمة بريدية من جديد في كل مرة.
- من المهم التأكد من أن جميع الايميلات في القائمة المجمعة لديك، تستقبل الرسائل بالفعل، وإلا فأنت تهدر الوقت والجهد دون الوصول إلى نتيجة تذكر.
- الرسالة ذات قالب Textهي أفضل من قالب HTML.
- قم بتنسيق رسالتك بطريقة بسيطة، ولا تبالغ كثيرًا، بحيث تكون واضحة ومنظمة بطريقة تسهل على المستقبل فهمها، واتخاذ اجراء، والذي يكون الدخول إلى موقعك، والاقدام على عمليات الشراء.
- اختر العنوان المناسب الذي يجذب المستخدم بصورة غير واعية إلى فتح الرسالة، حيث من الممكن أن تصله عشرات الرسائل الترويجية يوميًا. واجعل العنوان واقعيًا.
- لا تقم بإرسال بريد الكتروني عشوائي، فهذا يعتبر مصدر ازعاج لبعض العملاء.
- أضف إلى بريدك المرسل أو نشرتك المرسلة عبر البريد الالكتروني رابط لإلغاء الاشتراك في القائمة، فهو إحدى أهم قواعد التسويق عبر البريد الالكتروني.
- ضع الروابط في منتصف الرسالة، لكي تتجنب عدم رؤيته من قبل العميل، وأضف أزرار Call To Action بحيث تزيد من معدل النقرات.
أخيرًا فـ التسويق عبر البريد الالكتروني عملية منظمة وهادفة، ويجب القيام بها والتخطيط لها بشكل كبير ومنظم، حيث تشير الدراسات إلى أنها من أكثر الطرق فعالية، خصوصًا في حال تم اعتماد خطواتها بشكل دقيق. في حال كنت تود القيام بحملات تسويقية مماثلة، بإمكانك طلب خدمة التسويق الالكتروني التي نقدمها في مقال، ونضمن من خلالها إدارة حملاتك التسويقية بطريقة أكثر فاعلية، وتحقيق أرباح وانتشار منظم ومدروس.
