تواجه بعض الشركات أثناء حملاتها مجموعة من اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني تحول دون وصولها إلى مقصدها وهدفها. وقد تقع بها من خلال العاملين على إدارة حملات التسويق الالكتروني الخاصة بها دون قصد، مما يكبدها خسارة في العملاء المحتملين، وحتى دفع أموال طائلة، دون تحقيق أية أرباح مادية تذكر.
وعندما يتعلق الأمر بالتسويق عبر البريد الالكتروني، فالأمر مختلف، حيث من الضروري الإحاطة بكل جوانبه، لأنه من أهم أدوات التسويق الالكتروني، حيث يحقق أكبر عائد على الاستثمار مقارنة بباقي قنوات التسويق الالكتروني والرقمي الأخرى.
وهذا يحتم علينا معرفة أهم اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني، وكيفية تفاديها، والعمل على معالجتها منذ مرحلة التخطيط، وحال ظهورها.
لماذا عليك اختيار التسويق عبر البريد الالكتروني؟
قد يظن الكثير منا اليوم أن التسويق عبر مواقع التوصل الاجتماعي هو الأهم لكون الكثير من السكان حول العالم يستخدمونها بشكل آو بآخر. إلا أنه مهما كبر عدد مستخدميها، يبقى مستخدمي البريد الالكتروني في الصدارة. وهذا شيء منطقي، لكون كل وسائل التواصل الاجتماعي تعتمد على خدمة البريد الالكتروني.
حيث في مطلع العام الجاري بلغ عدد مستخدمي خدمات البريد الالكتروني نحو 4.15 مليار مستخدم، وهذا الرقم الكبير يشكل قرابة نصف سكان الكرة الأرضية، وهو في الحقيقة ليس ثابتاً، بل في تزايد مستمر.
الأرقام الكبيرة هذه تشير إلى فرص استثمارية متاحة أمام الشركات والمواقع الالكترونية للبدء في حملات تسويقية عبر البريد الالكتروني، مستفيدين من مزاياه المتعددة التي من أهمها:
يحقق أكبر عائد على الاستثمار ROI
من المثالي البحث دومًا عن قناة تسويق تحقق هامش ربح كبير للغاية، حيث يبحث الكثير من المستثمرين إلى تلك القنوات التي يدفعون فيها أقل مصروف ممكن للتسويق لمنتجاتهم، ويحققوا أكبر عائد من الأرباح. وهذا ما يرمز بـ ROI أي عائد على الاستثمار، فكلما كان عائد الاستثمار مرتفع كلما كانت الوسيلة والاستراتيجية التسويقية التي تقوم بها ذات جدوى وجاذبة إن كان للمستثمرين من جهة، أو للعملاء المحتملين من جهة أخرى.
فيما يخص عملية التسويق بالبريد الالكتروني، فإن العائد على الاستثمار كبير، وهو الأهم من بين أدوات التسويق الالكتروني الأخرى. حيث مقابل كل 1 دولار ينفق على التسويق بالبريد الالكتروني، فإنه يوجد متوسط عائد على الاستثمار يصل حتى 38 دولار أمريكي، وهو قد يصل إلى ضعف متوسط عائد الاستثمار الذي يتحقق من التسويق من خلال محركات البحث، أو الإعلانات المدفوعة التي تتراوح ما بين 19 – 22 دولار أمريكي فقط.
ينبي روابط قوية مع زبائن أوفياء للعلامة التجارية
ليس من المهم جذب العملاء، وزيادة قاعدة مستخدمي الموقع الالكتروني، أو زيادة المبيعات اللحظية خلال الحملات التسويقية والترويجية للمنتجات والخدمات، بل في أي عمل يفضل دومًا إضافة قيمة مضافة إلى العميل المستهدف، هذه القيمة تقوم بإكسابه ثقة المنتج أو الشركة التي تقدم الخدمة، وتشجعه على العودة بشكل دائم إلى الموقع الالكتروني وطلب الخدمات والمنتجات. وهذا ما يعرف بحصولك على زبائن أوفياء لعلامتك التجارية.
إن دور التسويق بالبريد الالكتروني في بناء تلك الروابط مع العملاء، يأتي كونه قادر على تحقيق هذا المطلب، فهو قادر على بناء العلاقات التدريجية مع الزبائن، ومع مرور الوقت سوف يتحول العميل إلى عميل وفي لعلامتك التجارية، لكون هذه الاستراتيجية لا تسعى إلى تحقيق الارتباط بين العميل والمنتج وحسب، وزيادة في حجم المبيعات، بل هي أقل تكلفة من الوصول إلى عملاء جدد في كل مرة، مما يعني أنه يوفر على الشركة الكثير من المصاريف التسويقية.
اقرأ ايضًا: التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي
اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني
على الرغم من أهميته الكبيرة، وقدم هذه الطريقة في التسويق، إلى أن المسوقين وأصحاب الأعمال يقعون دومًا في العديد من اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني، دون أن يدركوا أن هذه التفاصيل الصغيرة من شأنها أن تدمر الحملة التسويقية، وتضعهم في موضع بعيد جدًا عن أهدافهم. وأهم وأشهر اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني:
1- عدم الحصول على اذن المشتركين
يعتبر هذا من أهم اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني، حيث من الممكن ألا يهتم بعض المسوقين بالحصول على إذن العميل قبل ارسال الحملة له على بريده الالكتروني، والبعض يعتقد أن إضافة المشترك لبريده الالكتروني إقرار كافي منه بموافقته على تلقي العروض والرسائل الترويجية، إلى أن هذا ليس كافيًا.
يجب اخبار المشتركين من الرسالة الأولى عن الهدف من الاشتراك معك، ولماذا يتلقون منك الرسائل، واحرص في رسالتك الأولى تذكيرهم باشتراكهم معك سابقًا في النشرة البريدية الخاصة بموقعك.
2- عدم وضوح أزرار الاشتراك في النشرة البريدية
قد يتم صرف الكثير من المال على تصميم مواقع الالكترونية، ويتم صرف المال كذلك على التسويق من خلال كتابة محتوى يعتقد أنه مفيد لزوار الموقع الالكتروني، إلا أنه في الغالب ما يتم إغفال أزرار الاشتراك في النشرات البريدية. حيث يتولد اعتقاد لدى البعض من المصممين أو مطوري المحتوى أن هذا الزر كاف لإقناع الزوار بالاشتراك في القائمة البريدية، وهذا من اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني الشائعة للغاية.
ففي إحصائية حديثة، تشير إلى أن عدد مستخدمي الهواتف الذكية لغاية 2020 قد بلغ نسبتهم ما يقارب 68% من مستخدمي الانترنت، فبالتالي هؤلاء من المحتمل ألا تظهر أزرار الاشتراك في القوائم البريدية التي تكون كشرائط جانبية في غالبية المواقع الالكترونية، ما لم تكن تلك المواقع متوافقة مع عرض الجوال.
حيث يجب توزيع أزرار الاشتراك في أكثر من مكان داخل الموقع، في بداية الصفحات، وفي نهايتها.
3- عدم تحفيز الجمهور المستهدف للاشتراك أو لاتخاذ الاجراء المحدد
من اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني الشائعة هي كتابة عبارة “اشترك في النشرة البريدية للحصول على التحديثات”، فهذا بكل تأكيد لن يجب العملاء للاشتراك. بل يجب تحفيزهم من خلال تقديم عروض مباشرة وواضحة مع الاشتراك.
كما ومن المهم عدم وضع شروط كثيرة ومعقدة للاشتراك، فكلما كانت الشروط مبسطة ولا تحوي حقول كثيرة، تكون ذات جدوى أكثر.
كما وأن الكثير من المسوقين يغفلون عند ارسال الرسائل الإلكترونية دعوتهم لاتخاذ اجراء معين CTA، حيث من المهم عند نهاية الرسالة دعوة الجمهور المستهدف إلى القيام بإجراء، كالتسجيل على تدريب، أو شراء منتج بحسم محدد …الخ.
4- ارفاق صور في البريد المرسل دون وضع نص بديل في الصور
من المهم جدًا استخدام الصور، لكونها أكثر قدرة على شد العملاء المستهدفين بالحملات التسويقية، وتستطيع من خلالها إيصال معلومات أكثر من المحتوى المكتوب. ولكن على الرغم من أن وضع صور ذات جودة عالية ومثيرة للانتباه يعتبر منطقيًا، إلا أنه من أشهر اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني.
فالمستخدمين في الغالب لا يشاهدون الصور، لكونه يكون نسبة كبيرة منهم قد فعلوا خاصية إيقاف تشغيل الصور، ف بالتالي ستكون الرسائل عبارة عن مساحات بيضاء فارغة، وتضيع بالتالي فرصة الوصول إلى عملائك المحتملين. من المثالي ارفاق نص بديل في الصور يشرح الصورة، أو يدفع العميل لتحميلها.
5- عدم تحديث القائمة البريدية باستمرار
من المهم تنظيف قوائم المشتركين باستمرار، وحذف المشتركين ممن لا يهتموا بالمنتج والخدمة. حيث تضم في الغالب القوائم البريدية العديد من المستخدمين ممن لا ينقرون على الرسائل، أو لا يفتحوها، أو لا يقومون بأي اجراء، أو حتى يحذفوها دون الرجوع إليها، لذا من الضروري الاهتمام بتحديث القوائم باستمرار لتجنب الوقوع في أحد أهم اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني.
ما هي عيوب البريد الإلكتروني الترويجي؟
البريد الإلكتروني الترويجي، رغم كونه أداة تسويقية فعالة، إلا أنه يحمل معه بعض العيوب التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
- الإزعاج والتشويش: قد يعتبر المتلقون الرسائل الترويجية مزعجة خاصة إذا كانت تصل بشكل متكرر أو غير ذات صلة باهتماماتهم، مما يؤدي إلى تجاهلها أو حتى حظر المرسل.
- ارتفاع معدل التجاهل: الكثير من الرسائل الترويجية تنتهي في مجلدات البريد العشوائي أو يتم حذفها دون قراءة، مما يقلل من فعالية الحملة.
- صعوبة قياس العائد على الاستثمار: قد يكون من الصعب تحديد مدى تأثير رسائل البريد الإلكتروني بشكل مباشر على المبيعات أو تحقيق الأهداف التسويقية.
- مشاكل فنية: قد تواجه الرسائل الترويجية مشاكل فنية مثل عدم التوافق مع بعض برامج البريد الإلكتروني أو الحجب بواسطة مرشحات البريد العشوائي.
- الاستخدام غير المشروع لقواعد البيانات: قد يتم استخدام قواعد بيانات عناوين البريد الإلكتروني بشكل غير قانوني، مما يعرض الشركة لمخالفات قانونية.
- تآكل الثقة: إذا كانت الرسائل الترويجية غير ذات صلة أو مضللة، فإنها قد تؤدي إلى تآكل ثقة العملاء في الشركة.
- المنافسة الشديدة: مع وجود عدد كبير من الرسائل الترويجية التي يتلقاها المستخدمون يوميًا، فإن المنافسة على جذب الانتباه تكون شرسة.
في النهاية يجب الاعتراف بأن اخطاء التسويق بالبريد الالكتروني هي أمر لا بد منه وشائع في أغلب الحملات التسويقية، لكن يجب معالجتها باستمرار لتحقيق متوسط عائد من الاستثمار على حملتك التسويقية عبر البريد الالكتروني، ولكي تصل إلى عملائك وتحقق الأرباح المطلوبة.
